الأربعاء، 1 مايو 2013

الكرامة أولا و أخيرا ..


ـ 1 ـ
.. الإنسان أثمن رأسمال في الوجود..
(كارل ماركس)
يجب أن لا تمر ذكرى الفاتح من مايو دون أن نقف وقفة تأمل لنسائل أنفسنا: ما حال العمال في هذه البلاد؟ هل يجدون ذواتهم في العمل الذي يقدمون؟ هل يعملون مختارين: ليبدعوا وينتجوا بأقصى طاقة، أم هم مرغمون (مكرهون لا أبطالا!)؟
هل يشعر العمال بالاحترام والتقدير (ماديا ومعنويا) ؟ هل يشعرون بالرضى ؟ هل يشعرون بالانتماء للدولة؟
لا أعتقد..
فمن خلال تتبع وضعيات العمال في كافة القطاعات: عمومية أم خصوصية نجد أوضاعا مزرية تعصف بإيمان ويقين هؤلاء العمال بكل شيئ!!
سأحاول من خلال عدة حلقات تناول مأساة العمال في بلادي.
أول ما يثير الأسى في أوضاع العمال في موريتانيا هو الأجور، لدرجة أن العمال دأبوا على كتمان ما يتقاضون من أجور ومرتبات (خجلا)!!
أيكم يعرف ما يتقاضاه الوالد، أو العمة أو الخال؟!!
تسود ثقافة التكتم على الراتب لأنه من المخجل فعلا التصريح عنه.. ومن غير المصدق أن كل ذلك المجهود الذي يبذله هذا العامل أو ذاك طوال اليوم يكافأ بذلك الأجر الزهيد!!
الأخطر من ذلك أنه أمام إكراهات الواقع والمتطلبات المادية المتزايدة  للأسر، يلجأ الموظفون والعمال إلى مد أيديهم إلى المال الحرام (اختلاس الأموال العمومية أو سرقة أرباب العمل) مما يولد وضعية معقدة من نتائجها الفساد والرشوة بالنسبة للقطاع العام، وتزعزع الثقة والحقد بالنسبة للقطاع الخاص.
ومن خلال مقارنة بسيطة بين الأجور والمرتبات التي يتقاضاها موظفونا مع تلك التي يتقاضاها نظراؤهم في بلدان أخرى سنجد أن الفرق كبير، والشرخ عميق: فمثلا يتقاضى أشخاص وزارة التعليم في المغرب 14000 درهم أي ما يعادل 420000 أوقية !!
للتأكد من المعلومة يرجى النظر في الرابط التالي: http://www.mmsp.gov.ma/
هكذا إذن فإن راتب موظف واحد في قطاع التعليم بالمغرب (مفتش مثلا) ثلاثة أضعاف راتب 3 موظفين في موريتانيا (3 مدراء جهويين، فما بالك بالأساتذة والمعلمين)!!
عندما نتفحص جيدا سنجد أن ميزانية الأجور في موريتانيا سنة 2013 بلغت أكثر من 103 مليار أوقية، في مقابل 98 مليار درهم بالنسبة للمغرب (أي ما يعادل 3000 مليار أوقية).
عندما نذهب للسنغال المجاورة فسنجد دراسة أعدت 2011 لوضعية الأجور توصلت إلى أن راتب التقني العالي يتراوح ما بين: 160000 فرنك غرب افريقي ـ كأضعف راتب ـ (ما يعادل حوالي 96000 أوقية) و 144000 فرنك ـ كحد أقصى ـ (حوالي 264000 أوقية).
إذن ما الذي نستخلصه من هذه المقارنة؟
هناك شيئ يقال الكرامة لا بد أن تحفظ للإنسان، حتى لا يمتهن ويستغل فقط لأن هناك من لا يعرف كيف يجب أن تدار الأمور!
المجد لشهداء القضية العمالية!
يحيا النضال العمالي.
(يتواصل)
سيد ولد محمد الامين
فاتح مايو 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق