الأربعاء، 16 يوليو 2014

امبود: في شهر المساكين

من قال أن مدينة امبود هي التي تغرق؟!!
في الحقيقة جلنا غارق في وحله..
أغلبنا يعيش في كوكبه القاحل من كل معنى إنساني..!!
ففي هذا الشهر العظيم الذي يعني للمسلمين ـ وكلنا مسلمون ـ الرحمة بالمساكين، والتضامن مع الفقراء..
الشهر الذي يكون فيه القدوة المصطفى صلى الله عليه وسلم "أجود من الريح المرسلة" وينفح مساكين المدينة من فضل الله عليه..
الشهر الذي تضاعف فيه الأعمال نتغافل عن مأساة جزء من هذا الوطن الغالي الذي ندعي حبه وأهله، ولا "نجود" حتى بمشاعر التعاطف والتضامن معه..!!


ورغم أن منظماتنا الخيرية بالمئات، ورغم أنها لا تفوت تمويلا، ولا اجتماعا يرجى منه تمويل، إلا أنها تقاعست بشكل يثير التقزز عن نجدة امبود، فلماذا؟
حكومتنا التي انطلقت حملة رئيسها من شبه المنطقة وكال الوعود البراقة للمنطقة وسكانها، بل ولكل الموريتانيين في غد أجمل لم تحرك ساكنا، ربما لأن الحملة انقضت وفاز بالمقعد الذي حمل السلاح لأجله مرتين..!!
ومنتخبو امبود؟
الذين صدعوا رؤوسهم بأنهم سيفعلون ويفعلون.. أين هم؟ لماذا تأخروا عن الموعد، وأخلفوا الوعد؟


تمر المأساة، وقلة قليلة منا تشاطر أهلها مجرد الإحساس بها، وثلة أقل تتحرك من أجل مد يد العون لهم، منهم حسب علمي منظمة الإرادة  التي حطمت العجز والضياع الذي يعيشه مجتمعنا وأعلنت عن تسيير قافلة بالمساعدات، ومنهم حزب تواصل ـ وإن كنت أرى أن الأمر ليس من تخصصه ـ الذي سير قافلة هو بدوره للمساعدة.
وفي انتظار عودة الجميع إلى ضمائرهم وتصالحهم مع ذواتهم المحبة للخير، وفي انتظار عودة الحكومة إلى يد الشعب، يبقى أهالي امبود منتظرين العودة إلى دورهم المهدمة، والسير في طرقاتهم المغمورة كبشر لا كحيتان أو سلاحف مائية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق