الخميس، 22 مارس 2018

العار لتواصل وتقدم

"اللهم اكفني شر أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم"، نابليون بونابرت.
لم أقتنع يوما بأن السياسة تتطلب تحييد العواطف والأخلاق لدرجة التفسخ منهما بشكل نهائي.. لم أتصور أن الإخوة في تواصل الذين لم يمارسوا السياسة إلا لإضفاء مسحة من الأخلاق على هذا المجال يمكن أن ينكثوا بالعهود، ويولوا ظهورهم للمنطق، ويجروا وراء سراب انتخابات العسكر والقبائل..!!
لم أعتقد أن طعنة غادرة يمكن أن تأتي من رفاق في "قوى التقدم" طالما حذروا من حكم العسكر، ونظروا كثيرا ضد منظومة "قوى التخلف والإقطاع" التي انخرطوا في سباقها العبثي لخداع هذا الشعب المسكين..!!
لم أفهم هذا السعار المجنون لعدم تفويت حفلة العسكرـ جلاديهم ـ ومغتصبي السلطة منذ أزيد من ثلاثة عقود..!!
لم أستطع تفسير هذا الاندفاع للتنافس للحصول على عمد "طراطير" لا حول لهم ولا قوة، لا صلاحيات لهم حتى لإزالة القمامة!!
لم أعهد من هؤلاء الذين نكصوا اليوم اهتماما بالحضور في برلمانات العمائم والأيادي المرفوعة.. اهتماما ببرلمان العشائر والأفخاذ!!
لم أفهم سبب التخلي عن كل ما كانوا يرددونه من أفكار منطقية واقتراحات حول الانتخابات، وقبل ذلك ما كانوا يرددونه حول النظام، وطبيعته، والرحيل.. !!
أريد أن أفهم ما الذي طرأ في يوم واحد..؟!!
لا ضمانات.. لا تنازلات.. من السلطة.
هل من تفسير..؟!!
إلى أين؟
بعدما تخلوا عن عهودهم ومواثيقهم، ورفاقهم في منسقية المعارضة، وقرروا على هواهم اقتحام المجهول..
أإلى رحمة صناديق "أهل افلان" ؟!!
أم إلى أحضان العسكر القاسية؟!!
من سيثق غدا بهم؟
شركاؤهم في منسقية المعارضة، أم غرماؤهم في الموالاة؟
ألم يكن أحرى بهم أن يجنبوا جماهيرهم التي يتذرعون بها حسرة يوم الحصاد الانتخابي الهش والغث، كما جنبوها مواجهة بعض الكلاب البوليسية والمياه الباردة ليلة مشروع الاعتصام؟!!
إنهم يجلبون عارا أبديا لأنفسهم..
عار لن يغسل بالتشدق بالتفاهات التي كانوا يتشدقون بها، فمن سيسمع منهم أنهم ضد العسكر، وهم يشرعون حكمه؟!!
من سيقتنع بقولهم أجندة أحادية، وهم من جعلها ثنائية وثلاثية؟!!
من سيشهد لهم بزور انتخابات لم يغصبهم النظام على الدخول فيها؟!!
أحترم قيادات تواصل وتقدم..
أحترم لهم ماضيهم النضالي، وتضحياتهم..
لكنني اليوم أراهم مغتسلين في عار العسكر، عار النظام المسئول عن تخلف هذا البلد الذي يعطونه اليوم توقيعهم على صك شرعيته المزعوم بالمجان..
أحملهم مسئولية تأخير التغيير الذي ينشده شعبنا عبر الخلاص من العسكر وانتخاباتهم القبلية واالجهوية..
اليوم هم إلى صف الظلم والقهر بمشاركتهم هذه في مسرحيات النظام..
اليوم هم مع جلادي الشعب..
مع سارقي اللقمة من الشعب..
والتاريخ، تاريخ أمتنا المجيدة سيذكر عارهم..
المجد للشعب.
05 أكتوبر 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق