الجمعة، 9 ديسمبر 2016

من أجل دولة مدنية ديمقراطية:

في ذكرى العاشر من يوليو
سيخرج مجموعة من الشباب الموريتاني للتظاهر يوم العاشر من يوليو !
ليس من أجل الحصول على لقمة عيش يسدون بها أفواههم !
ليس من أجل الحصول على وظائف أو مناصب تروي مطامع شخصية !
سيخرجون من أجل هدف بعيد.. لا يتفق مع مستوى أعمارهم، و لا مع قدراتهم..
لكنهم يرونه، و يؤمنون به، و يتمسكون به، إذ يمثل تحقيقه خيارا لا بد منه من أجل تجسيد آمال هذا الشعب العظيم بطيبته، و بساطته، في دولة تضمن الكرامة، و الحرية، و تمنح الأمل لمواطنيها، و تشعر بالفخر و الاعتزاز.
إنهم يبصرونه، و قد عميت عنه بصائر الكثيرين..
و مستعدون للتضحية في سبيل تحقيقه بكل ما لديهم، و مستعدون لتحمل آلة القمع الأمنية التي لا تضن عليهم بمطلق السخاء كلما خرجوا متظاهرين..
قناعتهم أنه منذ العاشر من يوليو 1978 م و المأساة تتكرر بانقلابات تجهد طغمة عسكرية في كل مرة لإخراجها في صورة "الإنقاذ" أو "الخلاص" للوطن.. و يشحذ السياسيون ألسنتهم و خطاباتهم الديماغوجية لتبريرها، و تبرع مؤسسات الدولة المدنية و حتى القانونية (المجلس الدستوري) في إضفاء أسمى آيات التوصيف بضروريتها و الحاجة الملحة إليها..
في كل مرة يقع انقلاب أو اغتصاب للسلطة يتحالف كل أولئك ليموهوا على المواطن حقيقة ما يجري، و يقدموا أنفسهم على أنهم المخلًصون لنا، و أن سابقيهم هم الذين أوقعونا في المهالك، و أنهم المسئولون عن تخلفنا و فسادنا و الظلم و الجور فينا..
و النتيجة بعد كل مرة أن الشعب ترتهن إرادته في قبضة ثلة من العسكريين، و قلة من السياسيين مردوا على النفاق و التطبيل، و ألفوا التزمير لكل حاكم عسكري يتلألأ منكبه بنجوم براقة مخادعة، و يمتلئ صدره بنياشين الإجرام و اغتصاب الحقوق.
سيخرج هؤلاء الشباب في حركة 25 فبراير و غيرهم واعين تماما أن الجيش الوطني أبعد ما يكون عن تلك السرقات و الاغتصابات للسلطة، و أنه لا يختلف عن عموم الشعب إذ يزج به في مغامرات شخصية، و أطماع خاصة لطغمة من الضباط.
يدركون تماما و هم يحتجون ضد حكم العسكر ـ مكررين: يسقط.. يسقط حكم العسكر ـ أن الجيش يظل و يبقى جيش الأمة، يدافع عن الوطن، و مكتسباته، و حدوده، فهذا هو دوره الأصلي و النبيل، أما الزج به في أتون الانقلابات أو استخدامه لتحريف إرادة الشعب فيبقى فعلا أخرق تدأب الطغم العسكرية على تكراره، و هو ما لن يقبل به الموريتانيون بعد الآن، و لن يسمح لأي سياسي أو قانوني أن يمالئ إرادة ضباط معدودين ضد إرادة الشعب.
يسقط.. يسقط حكم العسكر..
9 يوليو 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق