الخميس، 22 مارس 2018

"سنة التعليم" شعار خال من الدسم

بعد انقشاع غبار ما أطلقت عليه دوائر النظام "سنة التعليم" لا يمكن القول إلا أنها كانت مهزلة، وشعارا خاليا من الدسم. 
لقد انخدع الكثير من الناس بهذا الشعار المعسول، واعتقدوا أنه سيشفع بإجراءات عملية تترجمه، لكنني لم ألمس أيا من ذلك - وأنا في الميدان - بل على العكس كانت هناك إجراءات رعناء لم تبشر بالخير - وقتها - مثل الدروس الفلكلورية التي تبناها "حزب الحاكم" والتي كانت فرصة لبعض من سماسرة هذا الحزب من أدعياء التعليم للتربح المادي، والنفاق للدوائر النافذة. 
على مستوى الحوافز لمباشري العملية التربوية لم نسمع أو نشاهد أيا منها.. فكيف تزداد مردودية أي قطاع من دون حوافز؟!! 
على مستوى المكافأة والعقوبة لم نسمع بإجراءات اتخذت، فلم يكرم المدرسون والتلاميذ المجدون كما لم يعاقب الآخرون على الجانب المقابل. 
لم تطور الوسائل، وأبسطها السبورات، فقد قضيت السنة مع قسم شهادة سبورته في أسوء وضعية، ولم يبذل مجهود لإصلاحها رغم المطالبات العديدة بإصلاحها!!
لقد أمضيت السنة في ثانوية تيارت (العمومية) دون كهرباء، وهذا يعني أنني كنت أطبع وأصور الامتحانات على حسابي الخاص، وكان التلاميذ يصورون التمارين على حساب جيوبهم الضيقة..!! 
لم تفرض الإدارة خلال مسابقة الباكلوريا حظر إدخال الهواتف التي كانت أهم عوامل تسريب الباكلوريا والغش..
لم تقدم الوزارة للرأي العام تفسيرا مقنعا لتسريب بعض المواد والمسئول/ين عنه، وإنما اكتفت بإعادة أكثر المواد المسربة شيوعا..!! 
تباينت تعويضات العاملين في الباكلوريا، فبينما حصل المصححون على 30 ألف أوقية، وعمال السكرتاريا - الذين أحييهم على المجهود الخرافي الذي بذلوه رغم بعض الأخطاء (البشرية) حصلوا على 20 ألف أوقية، حصل رؤساء مراكز التصحيح على مبلغ مليون أوقية!! 
وقد بلغني أن صراعا مريرا دار بين الأجنحة النافذة في الوزارة لفرض أتباعهم في هذه الوظيفة (المبلولة)!!
من ناحية المقرر لم تتم أي مراجعة للمقررات المدرسية الطويلة التي لا يكفيها الجدول الزمني المدرسي، والغير مجدية في بعض الأحيان (مثلا: دراسة تفصيلية لجغرافيات الصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)!! 
وهكذا جاءت نسبة النجاح في الباكلوريا 7% تتويجا للجهود الهزيلة التي بذلت هذه السنة والتي لم تتعد التشدق والوعود البراقة. 
وفي انتظار إرادة حقيقية لإصلاح التعليم في هذا البلد أكرر مطلبي بإعلان سنة بيضاء للتفكير في حلول جذرية لحل معضلة المستقبل الموريتاني (التعليم).
لا رد الله مثل هذه المهزلة.. قولوا آمين..
16 يوليو 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق